تفسير العثيمين: ص
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
قال المؤلف ﵀: [إن زعموا ذلك ﴿فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (١٠)﴾] كأن المؤلف ﵀ جعل قوله: ﴿فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ﴾ جوابًا لشرط مقدر، يعني إن زعموا أن لهم ملك السماوات والأرض، ﴿فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ﴾ [الموصلة إلى السماء، فيأتوا بالوحي، فيخصوا به من شاؤوا].
قوله: ﴿فَلْيَرْتَقُوا﴾ الفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي: فإن زعموا ذلك فليرتقوا، واللام: لام الأمر، وسكنت لوقوعها بعد فاء العطف، لأن لام الأمر تسكن إذا وقعت بعد الفاء وثم والواو، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ [الحج: ٢٩] هذه بعد ثم، ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ [الحج: ٢٩] هذه بعد الواو، ﴿فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ﴾ [الحج: ١٥] هذه بعد الفاء، بخلاف لام التعليل فإن لام التعليل تكون مكسورة ولو وقعت بعد هذه الحروف، كما قال تعالى: ﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا﴾ [العنكبوت: ٦٦] ولم يقل: وليتمتعوا، لأن اللام للتعليل، فلام التعليل تكون مكسورة دائمًا، ولام الأمر تكون مكسورة إلاّ إذا وقعت بعد الواو والفاء وثم، ولهذا قال: ﴿فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ﴾ [الحج: ١٥] فاللام هنا للأمر، والظاهر أن المراد بالأمر هنا التحدي. يعني إن كانوا صادقين فليرتقوا في الأسباب، والأسباب: جمع سبب وهو كل ما يوصل إلى المقصود، وهذه الآية نظير قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ﴾ [الحج: ١٥] أي: بشيء يوصله إلى السماء كالحبل ﴿ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾ [الحج: ١٥] فهنا قال:
1 / 50