تفسير العثيمين: ص
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
٦ - ومن فوائدها أيضًا: أن هؤلاء الذين اقترحوا هذا الاقتراح وأنكروا أن ينزل الوحي على النبي محمد ﷺ هم في شك مما يدَّعون، فإذا كانوا في شك فكيف يقترحون؟ ولهذا قال: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي﴾.
٧ - ومن فوائدها: أن المكذبين للرسل يوشك أن ينزل بهم العذاب، لقوله: ﴿بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾.
٨ - ومن فوائدها: أن العذاب إذا نزل فإنه يكون ماسًا للإنسان مؤثرًا فيه، لأنه عبر عن ذلك بقوله: ﴿بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾.
٩ - ومن فوائدها: أن الكلمات تفسر بحسب السياق، فالذوق في الأصل إنما هو للطعام والشراب، ولكن قد يراد به ما أصاب الإنسان إصابة مباشرة فإنه يسمى مذوقًا.
* * *
قال الله تعالى: ﴿أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)﴾، هذا كقوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزخرف: ٣١] قال بعدها: ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ﴾ [الزخرف: ٣٢] حتى يقولوا نجعل النبوة في فلان دون فلان وهنا لما قالوا: ﴿أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا﴾ قال بعدها: ﴿أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)﴾ يعني هل هم الذين يقسمون هذه الخزائن فيجعلون الرسالة في فلان دون فلان. و"أم" هنا بمعنى "بل"، والاستفهام يراد به النفي، وعلى هذا فتقدير الكلام: بل أعندهم خزائن رحمة
1 / 46