تفسير العثيمين: ص
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الفوائد:
١ - من فوائدها: أن النبي ﷺ كان يدعو هؤلاء إلى توحيد الله ﷿ في ألوهيَّته وهو مع هؤلاء يجادلهم في ألوهيته تعالى، ويدعوهم إلى توحيد الألوهية، لأن توحيد الربوبية عندهم ثابت مقرّون به، يقول الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ﴾ [الزخرف: ٩] ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ [الزخرف: ٨٧] لا ينكرون توحيد الربوبية لكنهم ينكرون توحيد الألوهية، ولذلك قالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا﴾ فكان الصراع بين الرسول ﷺ وبين كفار قريش على توحيد الألوهية، أما توحيد الربوبية فقد أقرّوا به.
٢ - ومن فوائد هذه الآية: وجوب تقديم الأهم فالأهم في الدعوة إلى الله؛ لأن الرسول ﷺ أول ما دعا هؤلاء إلى التوحيد لم يقل: صلّوا ولا زكّوا ولا صوموا ولا حجّوا، بل دعاهم إلى التوحيد، وهذا هو شأن القرآن، وهذا هو شأن سنة الرسول ﵊ العملية، فإنه لما بعث معاذًا إلى اليمن أمره أن يدعوهم أول ما يدعوهم إليه إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: مكابرة هؤلاء الذين أنكروا توحيد الألوهية حيث ادعوا أن الدعوة إليه من الأمور العجيبة جدًا لقولهم: ﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ وكما قلت آنفًا: إن مَن وصف
1 / 32