تفسير العثيمين: ص
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
٣ - ومن فوائدها: أن لله تعالى فضلًا على بعض العباد، يحُرمه البعض الآخر. حيث يجعل هؤلاء من المصطفين الأخيار، والآخرين على العكس من ذلك.
﴿هَذَا ذِكْرٌ﴾ قال المؤلف: [لهم بالثناء الجميل هنا ﴿وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ﴾ الشاملين لهم ﴿لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩)﴾ مرجع في الآخرة].
قوله: ﴿هَذَا ذِكْرٌ﴾ يحتمل ما قال المؤلف، أي: أن هذا ذكر لهؤلاء السادة بالثناء الجميل، ويحتمل أن المراد هذا ذكر للناس، أي: تذكير لهم، كما قال الله تعالى في أول السورة: ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)﴾ وهذا الأخير أرجح، يعني هذا المذكور في آخر السورة ذكر لجميع الناس، ثم الناس ينقسمون إلى متَّقٍ وغير متَّقٍ ﴿وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ﴾ ومنهم الرسل بل سادة المتقين وعلى رؤوسهم، ﴿لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩)﴾ أي: مرجع، وهنا قال: ﴿لَحُسْنَ﴾ وفيه إشكال حيث إنه منصوب مع دخول اللام عليه، وهي لام الابتداء، وتسمى باللام المزحلقة دخلت على "حسن" اسم "إن" مؤخر، و﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾: خبر مقدم.
﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾: بدل أو عطف بيان ﴿لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩)﴾ ولهذا نصبت (جَنَّاتِ﴾ لكن نصبت بالكسرة نيابة عن الفتحة، والجنة في الأصل البستان الكثير الأشجار، سمّي به لأن يَجُنُّ مَن كان فيه أي: يستره، والمراد بها دار النعيم التي أعدها الله للمتقين في الآخرة، وعدن بمعنى إقامة، أي: الجنات التي يقيم فيها ساكنها ولا يتحول
1 / 204