155

تفسير العثيمين: فصلت

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٧ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ التَّكذيبَ بآياتِ اللهِ رِدَّةٌ؛ لأنَّ اللهَ وَصَفَ المُكذِّبين بأنَّهم أعداءٌ وأنَّ جَزاءَهم دارُ الخُلدِ، وهذا أَمْرٌ مُتَّفقٌ عليه، أنَّ مَن كَذَّبَ اللهَ ورَسولَه فإنَّه مُرتدٌّ كافِرٌ يُستَتابُ، فإن تاب وأَقَرَّ وإلَّا قُتِلَ.
فإن قال قائلٌ: مِن المَعلومِ أنَّ مَن كذَّب شيئًا مِن القُرآنِ فهو مُرتدٌّ؛ لأنَّ القُرآنَ ثَبتَ بالتَّواتُرِ، فهل مَن كذَّب بشيءٍ مِنَ السُّنَّةِ يكونُ كذلك؟
قُلنا: إذا صَحَّت السُّنَّةُ وقال القائلُ: أنا أَعلَمُ أنَّ هذا من كَلامِ الرَّسولِ لكنَّه ليس بصَحيحٍ، فهذا مُرتدٌّ؛ لأَنَّه أقرَّ بصِحَّةِ نِسبتِه إلى الرَّسولِ ثُمَّ كَذَّبه، أمَّا لو كَذَّبه بِناءً على استِبعادِ أن يَكونَ صَدَرَ مِن الرَّسولِ ﷺ فهذا لا يُكفَّرُ؛ لأَنَّه متأوِّلٌ، لكنَّه يَجِبُ عليه أن يَنظُرَ مرَّةً بعد أخرى حتَّى يتبيَّنَ له الأمرُ.
إذن مَن كذَّب شيئًا مِن القُرآنِ فهو كافِرٌ بدونِ تَفصيلٍ لثُبوتِ القُرآنِ ثُبوتًا مُتواترًا لا تَواتُرَ مثلَه في أيِّ كتابٍ مِن الكُتبِ، ومَن كذَّب شيئًا مِن سُنَّةِ الرَّسولِ ﷺ فهو كافِرٌ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ آياتِ اللهِ ﷿ بَيِّنةٌ ظاهرةٌ لا يُمكنُ أن يُكذِّبَ بها أحدٌ؛ لقَولِه: ﴿بِآيَاتِنَا﴾، وتَخصيصُ المفسِّر ﵀ ذلك بالقُرآنِ فيه شَيءٌ من النَّظرِ، بل يُقالُ: إنَّه أعَمُّ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إِثباتُ عَظمَةِ اللهِ حيثُ أَتى بضَميرِ الجَمعِ، ولم يَقُلْ: بآياتي، بل قال: ﴿بِآيَاتِنَا﴾، ولا شكَّ أنَّ اللهَ تعالى له العَظَمةُ المُطلَقَةُ من كُلِّ وجهٍ.
* * *

1 / 159