تفسير العثيمين: فصلت
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
فالتَّعبيرُ بقولِكَ: (خُلِقَ) فِعلٌ ماضٍ مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، أَولَى مِن قولِكَ: (خَلَقَ) فِعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمَجهولِ، وكذلك ﴿يُحْشَرُ﴾ فِعلٌ مُضارعٌ مَبنيٌّ لِما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، وقولُهُ: ﴿أَعْدَاءُ اللَّهِ﴾ ﴿أَعْدَاءُ﴾ نائبُ فاعلٍ.
وفيها قِراءةٌ أُخْرى: "ويَومَ نَحشُرُ أَعداءَ اللهِ" أشار إليه المفسِّر ما حاجَةٌ للتَّعليقِ، ويومَ نَحشُرُ أَعداءَ اللهِ، وعلى هذه القِراءةِ تَكونُ (نَحشُرُ) فعلًا مضارعًا مبنيًّا للفاعلِ، والفاعلُ هنا مُستتِرٌ وُجوبًا، و(أعداءَ) مَفعولٌ به مَنصوبٌ.
والفاعلُ إذا كان تَقديرُه أنا أو أنت أو نحن فهو مُستتِرٌ وجوبًا؛ وإذا كان تَقديرُه هو أو هي فهو مستتِرٌ جوازًا. مَثَلًا: (أَقُومُ) مُستتِرٌ وجوبًا تَقديرُه: أنا، (تَقُومُ) تُخاطِبُ رجلًا تَقولُ أنت تَقومُ وجوبًا؛ لأنَّ تَقديرَه أنت، (نَقومُ) وجوبًا؛ لأنَّ تَقديرَه: نحن، (قام) جوازًا؛ لأنَّ تَقديرَه: هو، (قامت) جوازًا؛ لأنَّ تَقديرَه هي، (تقوم) إذا كان تَتَحدَّث عن امرأةٍ فقلت: هندُ تَقومُ فهو مستتِرٌ جوازًا؛ لأنَّ التَّقديرَ: هي، وإذا كنت تُخاطِبُ رجلًا فهو مُستتِرٌ وجوبًا؛ لأنَّ التَّقديرَ: أنت، إذن هذا الضَّابطُ ما كان تَقديرُه هو أو نحن أو أنت فهو مستتِرٌ وجوبًا، وما كان تَقديرُه هو أو هي فهو مستتِرٌ جوازًا.
وقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ﴾ (يوم) ظرفٌ، وكُلُّ ظرفٍ لا بدَّ له من مُتعلِّقٍ؛ لأنَّ الظَّرفَ اسمُ مفعولٍ فيه، فلا بدَّ من فِعلٍ، ولهذا قال ناظمُ الجُمَلِ:
لابدَّ للجارِ مِن التَّعلُّق ... بفِعلٍ أو معناه نحو مُرتَقي
والعامِلُ في (يوم) مَحذوفٌ، التَّقديرُ كما قال المفسِّر: [واذكر يومَ يُحشَرُ] ﴿أَعْدَاءُ اللَّهِ﴾ و﴿يُحْشَرُ﴾ بمعنى يُجمَعُ ويُساقُ، وفيها قِراءتانِ: بالياءِ والنُّون المَفتوحَةِ، يَعني يُحشَرُ بالياءِ والنُّونِ المَفتوحَةِ وضَمِّ الشِّينِ. يَقولُ المفسِّرُ ﵀: [بِالياءِ والنُّون المَفتوحَةِ وضَمِّ الشِّينِ وفَتحِ الهَمْزَةِ].
1 / 117