تفسير العثيمين: القصص
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إثبات الْعَدَاوةِ وَالْوِلَايَةِ؛ لقوله: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾، وَهُوَ أَصْلٌ فِي الدِّينِ، فإن وِلاية المُؤْمِنينَ مِن واجب المؤمن، والبراءة مِنَ الْكُفارِ مِنْ وَاجِبِ المؤمن، قَالَ تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [الممتحنة: ٤]، فهذا أَمْرٌ لابُدَّ مِنْهُ، فلَابُدَّ أَنْ يتبرأ الإِنْسَانُ مِن كُلِّ كَافِرٍ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: فِيهَا دَلِيلٌ عَلَى قُوَّةِ مُوسَى؛ لقوله: ﴿فَوَكَزَهُ﴾، ﴿فَقَضَى عَلَيْهِ﴾.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: فِيهَا إِثْبَاتُ غَيْرَتِه، وسرعة استجابته؛ لِأَنَّهُ لَم يَتَلَكَّأ فِي الْأَمْرِ، بل بادَرَ فيه.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: جَوَازُ دَفْعِ الصائل بما يَصِلُ إِلَى الْقَتْلِ، ففي الشريعة الإسْلامية معروف أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا صَالَ عَلَيْهِ أَحَدٌ، ودفعه بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، ولم يندفع؛ فَلَهُ أَنْ يَقْتُلَهُ.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أَنَّ المَعَاصِيَ مِنْ أَوَامِرِ الشَّيْطان وأعماله؛ لقوله: ﴿هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: إثبات السبب؛ لقوله: ﴿مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾؛ لأن ﴿مِنْ﴾ هنا سببيَّة.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: ثبوت عداوة الشَّيْطان لِبَنِي آدَمَ ﴿إِنَّهُ عَدُوٌّ﴾، وأُكِّد بـ (إِنَّ) لِشِدَّة التنفير منه؛ لأن عداوته لَيْسَ فيها التباس.
* * *
1 / 73