326

تفسير العثيمين: القصص

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الآية (٧٤)
* * *
* قَالَ اللَّهُ ﷿: ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [القصص: ٧٤].
* * *
قال المُفَسِّرُ ﵀: [﴿وَ﴾ اذْكُرْ ﴿يَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ ذَكَرَ ثَانِيًا لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ].
هنا المُفَسِّر ﵀ قد أفادنا بتقدير [اذْكُرْ] قَبل الظرف: ﴿وَيَوْمَ﴾.
وقوله ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ﴾ أي: اللَّهُ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ﴿يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ﴾.
وقد مَرَّ عَلَيْنَا مِثْلُهُ قريبًا، وَهَذَا تَكْرَارٌ للتحذير مِنَ الشِّرْكِ، معناه: اذكر أَيْضًا يَوْمَ النداء مَرَّة.
ومعنى ﴿شُرَكَائِيَ﴾: الذين جعلتمُوهم شُركاءَ لِي فِي الْعِبَادَةِ، فهُم يُقِرُّون بِأَنَّ اللَّهَ منفرِدٌ بالخَلق والرزق، لَكِنْ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُنْكِرُ ذَلِكَ أَيْضًا وَيَقُولُ: لَا رَبَّ، أَوْ يَقُولُ عَنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ: أَوْجَدَتْها الطبيعة المَحْضَة!
وهَذَا أَيْضًا نَوْعٌ مِنَ الشِّرْكِ، والأول تعطيلٌ محضٌ، فالذي يُنكر الإله مطلقًا هذا مُعطِّل مَحْضٌ، والثاني مشرك.

1 / 330