تفسير العثيمين: سبأ
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
حَوْضٌ كَبِيرٌ] والجَفْنة: هي الصَّحْفة التي يُوضَع فيها الطعام، ﴿كَالْجَوَابِ﴾ جَمعْ جابِية، والجابِية: هي الحَوْض الكبير، ومنه البِرْكَةُ تُسمَّى جابِية، حتى الآنَ يُسمُّون البِرَك الجوابيَ، وهل الجِفان على ما تَقتَضيه الآية الكريمة جِفانٌ كبيرة واسِعة؟ يَقول المُفَسِّر ﵀ مُبيِّنًا سَعَتَها: [يَجْتَمِعُ عَلَى الْجَفْنَةِ أَلْفُ رَجُلٍ يَأْكُلُونَ مِنْهَا]، وهذا قد يَكون واقِعًا وقد يَكون الأمر أَكبَرَ من هذا، وقد يَكون دونَ هذا.
المُهِمُّ: أنَّ هذه الجِفانَ بسَعَتها وكِبَرِها مِثلُ الجوابي وهي الأحواض الكبيرة، يَعنِي: البِرَك.
وقول المُفَسِّر ﵀: [﴿وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ﴾ ثَابِتَاتٍ لها قَوَائِمُ لَا تَتَحَرَّكُ عَنْ أَمَاكِنِهَا، تُتَّخَذُ مِنَ الْجِبَالِ بِالْيَمَنِ يُصْعَدُ إِلَيْهَا بِالسَّلَالِمِ].
قوله تعالى: ﴿وَقُدُورٍ﴾ جَمْع قِدْر، وهو ما يُطبَخ فيه الطعام.
قوله تعالى: ﴿رَاسِيَاتٍ﴾ قال العُلَماء ﵀: الراسِي الثابِت، وإنما كانت راسِيةً في الأرض لكِبَرها، فهي لكِبَرها لا يَستَطيعُ أحَدٌ أن يَتَناوَلها ويَقلِبَها، والعادةُ أن القُدور مَنقولةٌ مَقلّبة، لكنَّ هذه لكِبَرها وسَعَتها راسِية لا تَتَحرَّك.
وقول المُفَسِّر ﵀: [لها قَوَائِمُ] المُراد به: المَناصِب التي تُنصَب عليها يَعني: أَرجُلًا، يَقول ﵀: [تُتَّخَذُ مِنَ الْجِبَالِ بِالْيَمَنِ]، وهذا ليس بلازِم أنها مُتَّخَذة من الجِبال، وإن كانت القُدور قد تُتَّخَذ من النُّحاس والحَديد، وكذلك من الأَحْجار يُمكِن أن تُنحَت وتَكونَ قِدْرًا، ومُمكِنٌ أن تُجعَل طينًا يُتَّخَذ منه الفَخَّار؛ ولكن ليس بلازِم، يَعنِي: تُتَّخَذ من الحديد والنُّحَاس ومن الأحجار ومن غير ذلك.
قال المُفَسِّر ﵀: [وَقُلْنَا: ﴿اعْمَلُوا﴾ يَا ﴿آلَ دَاوُودَ﴾ بِطَاعَةِ الله ﴿شُكْرًا﴾ لَهُ
1 / 114