271

تفسير العثيمين: جزء عم

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

عبد الله الهاشمي القرشي صلوات الله وسلامه عليه، وجاء بصيغة النكرة ﴿رسول﴾ تعظيمًا له؛ لأنه ﵊ جدير بأن يعظم التعظيم اللائق به من غير نقص ولا غلو ﴿رسول من الله﴾ يعني أن الله أرسله إلى العالمين بشيرًا ونذيرًا، قال الله ﵎: ﴿وأرسلناك للناس رسولًا﴾ [النساء: ٧٩] . وقال: ﴿تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا﴾ [الفرقان: ١] . فهو محمد ﵊ مرسل من عند الله بواسطة جبريل ﵊؛ لأن جبريل هو رسول رب العالمين إلى رسله موكل بالوحي ينزل به على من شاء الله من عباده.
﴿يتلو صحفًا مطهرة﴾ يعني يقرأ لنفسه وللناس، ﴿صحفًا﴾ جمع صحيفة وهي الورقة أو اللوح أو ما أشبه ذلك مما يكتب به ﴿مطهرة﴾ أي منقاة من الشرك، ومن رذائل الأخلاق، ومن كل ما يسوء، لأنها نزيهة مقدسة ﴿فيها﴾ أي في هذه الصحف ﴿كتب قيمة﴾ كتب: أي مكتوبات قيمة، فكتب جمع كتاب، بمعنى مكتوب، والمعنى أن في هذه الصحف مكتوبات قيمة كتبها الله ﷿، ومن المعلوم أن الإنسان إذا تصفح القرآن وجده كذلك، وجده يتضمن كتبًا أي مكتوبات قيمة، انظر إلى ما جاء به القرآن من توحيد الله ﷿، والثناء عليه، وحمده وتسبيحه تجده مملوءًا بذلك، انظر إلى ما في القرآن من وصف النبي ﷺ ووصف أصحابه المهاجرين والأنصار ووصف التابعين لهم بإحسان، انظر إلى ما جاء به القرآن من الأمر بالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة تجد أن كل ما جاء به القرآن فهو قيم بنفسه، وكذلك هو مقيم لغيره ﴿فيها كتب قيمة﴾ .
إذًا أخبر الله في هذه الآية أنه لا يمكن أن ينفك هؤلاء الكفار من أهل الكتاب والمشركين حتى تأتيهم البينة، فلما

1 / 277