245

تفسير العثيمين: جزء عم

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

فإذا قال قائل: لو أنني استعملت الجد في كل حياتي لتعبت ومللت.
قلنا: إن استراحتك لتنشيط نفسك وإعادة النشاط يعتبر شغلًا وعملًا، يعني لا يلزم الشغل بالحركات ففراغك من أجل أن تنشط للعمل الآخر يعتبر عملًا، المهم أن تجعل حياتك كلها جدًّا وعملًا. ﴿وإلى ربك فارغب﴾ يعني إذا عملت الأعمال التي فرغت منها ونصبت في الأخرى، فارغب إلى الله ﷿ في حصول الثواب، وفي حصول الأجر، وفي الإعانة كن مع الله ﷿ قبل العمل وبعد العمل، قبل العمل كن مع الله تستعينه ﷿، وبعده ترجو منه الثواب. وفي قوله: ﴿إلى ربك فارغب﴾ فائدة بلاغية ﴿إلى ربك﴾ متعلقة من حيث الإعراب بـ (ارغب) وهي مقدمة عليها، وتقديم المعمول يفيد الحصر، يعني إلى الله لا إلى غيره فارغب في جميع أمورك، وثق بأنك متى علقت رغبتك بالله ﷿ فإنه سوف ييسر لك الأمور، وكثير من الناس تنقصهم هذه الحال أي ينقصهم أن يكونوا دائمًا راغبين إلى الله، فتجدهم يختل كثير من أعمالهم؛ لأنهم لم يكن بينهم وبين الله تعالى صلة في أعمالهم. نسأل الله ﷾ أن يجعلنا ممتثلين لأوامره، مصدقين بأخباره، إنه على كل شيء قدير.

1 / 251