128

تفسير العثيمين: جزء عم

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره فإن هذا هو الإيمان كما فسره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سأله جبريل عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره» (^١)، وأما قوله: ﴿وعملوا الصالحات﴾ فالمراد عملوا الأعمال الصالحة، والأعمال الصالحة هي التي بنيت على الإخلاص لله، واتباع شريعة الله، فمن عمل عملًا أشرك به مع الله غيره فعمله مردود عليه؛ لقول النبي ﵌ فيما يرويه عن ربه أنه تعالى قال: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» (^٢) . وأما المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن من عمل عملًا ليس على شريعة الله فإنه باطل مردود، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد» (^٣)، وبناء على ذلك تكون عبادة المرائي الذي يعبد الله لكن يرائي الناس أي يظهر العبادة ليراه الناس فيمدحوه وهو لا يريد التقرب إلى الناس، يريد التقرب إلى الله لكن يريد أن يمدحه الناس على تقربه إلى الله وعبادته لله فهذا مراءٍ وعمله مردود أيضًا، كذلك من تكلم بكلام قرآن أو ذكر ورفع صوته ليسمعه الناس فيمدحوه على ذكره لله فهذا أيضًا مراءٍ، عمله مردودٌ عليه؛ لأنه أشرك فيه مع الله غيره، أراد أن يمدحه الناس على عبادة الله، أما من تعبد للناس فهذا مشرك شركًا أكبر يعني من قام يصلي أمام شخص تعظيمًا له، لا لله، وركع للشخص وسجد

(^١) تقدم تخريجه ص ٥٦. (^٢) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب تحريم الرياء (٢٩٨٥) (٤٦) . (^٣) أخرجه مسلم كتاب الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة (١٧١٨) (١٨) .

1 / 134