تفسير العثيمين: من جزء قد سمع وتبارك - ط مكتبة الطبري
الناشر
مجمع البحرين
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
مكتبة الطبري (مصر)
تصانيف
والحال الثالثة: أن يُخاف منهم نقض العهد، ولم ينقضوه، فنحن ننبذ إليهم على سواء.
﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ وأيضًا نُوجِّه الخطاب لننتقل من الطالب إلى الرئيس والمدير، وما أشبه ذلك ممن يخونون الأمانة فيما وُلُّوا عليه.
﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ﴾ يقومون بالشهادة على الوجه المطلوب، فإذا دُعوا إلى الشهادة تحمُّلًا تحمَّلوا، وإذا دُعوا إلى الشهادة أداءً أدَّوا، لا يُحابون أحدًا في ذلك.
﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (٣٤) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ انظر إلى عناية اللّه ﷾ بالصلاة، ذكرها في أول الصفات، وفي آخر الصفات، ففي أول الصفات على سبيل الديمومة، وفي آخرها على سبيل المحافظة.
ونظير ذلك: قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ [المؤمنون: ١ - ٩] مما يدل على أهمية الصلاة، وأنها آكَدُ أركان الإسلام بعد الشهادتين.
أسأل اللّه تعالى أن يجعلني وإياكم من المصلين، المحافظين على هذه الصفات، الذين مآلهم أن يكونوا في جنات مكرمون.
***
14 / 351