تفسير العثيمين: الزمر
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
من فوائد الآيتين الكريمتين:
الْفَائِدَة الأُولَى: أن نبيَّنا ﷺ لن يُخلَّد أبَدَ الآبِدين، بل هو مَيِّت، كما أن خُصومه أموات، وهذا كقَوْله ﵎: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٤].
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: تَسلية النَّبيِّ ﷺ؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: إنذار هؤلاء المُكذِّبين بأنَّ لهم مَوعِدًا مع الرسول ﷺ وهو الاختِصام يوم القيامة.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن أهل الشِّرْك والكُفْر خُصومٌ لأهل التَّوْحيد والإيمان في الآخِرة، كما أنهم خُصومٌ في الدنيا، ففي الدنيا لا شَكَّ في خُصومتهم وعَداوة بعضِهم لبعض، وفي الآخِرة أشَدُّ وأعظَمُ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن الخَلْق يَختَصِمون عند الله يوم القِيامة، ومن المَعلوم أن الخاصِم إذا كانت الخُصومة بين المُؤمِن والكافِر، فالمُنتَصِر هو المُؤمِن، قال الله تعالى: ﴿فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء: ١٤١].
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: إثبات البَعْث والحِساب؛ لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾.
1 / 229