تفسير العثيمين: الزمر
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾ [القصص: ٥٩]
ومثل قول ﵊: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ لَا يُؤْمِنُ بِمَا جِئْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" (١) فقال: "لا يَسْمَعُ بي".
والنُّصوص في هذا المعنى كثيرة؛ أن من لم تبلُغْه دَعْوَةُ الرُّسُل لا تلزمه العبادة.
والدَّليل التَّطبيقيُّ لهذه المسألة عِدَّةُ شواهِدَ:
منها: حديثُ عمَّار بن ياسر ﵄ بعثه النبِيُّ ﷺ في سَرِيَّة فأجنب فلم يَجِدِ الماء فتَمَرَّغَ في الصَّعيد كما تتمَّرَغُ الدَّابَّة ظنًّا منه أن هذا لازِمٌ له، وصلى وأخبر النَّبِي ﷺ بهذا، فبيَّن له النَّبِيُّ ﷺ أنَّه يكفيه عن الغُسْل أن يَضْرِبَ الأَرْضَ بيدَيْهِ ثم يَمْسَح وجهه وكَفَّيه (٢)، ولم يأْمُرْه بإعادة الصلاة.
وكذلك الرَّجُل الذي جاء فصلَّى ولا يطْمَئِنُّ في صلاته، فقال له النَّبِي ﷺ: "إنك لم تُصَلِّ"، فقال: والذي بعثَكَ بالحَقِّ لا أُحْسِنُ غيرَ هذا؛ فعلَّمَه النَّبِي ﷺ (٢) ولم يأمُرْه بإعادة ما مضى من صلاته؛ مع أنه كان يصلي صلاةً لا تُجْزِئُه.
_________
(١) أخرجه البخاري: كتاب أحاديث الأنبياء، باب قصة يأجوج ومأجوج، رقم (٣٣٤٨)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب قوله: يقول الله لآدم أخرج بعث النار، رقم (٢٢٢)، من حديث أبي سعيد الخدري.
(٢) أخرجه البخاري: كتاب التيمم، باب التيمم بضربة، رقم (٣٤٧)، ومسلم: كتاب الحيض، باب التيمم، رقم (٣٦٨)، من حديث عمار ﵁.
(٣) أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم، رقم (٧٥٧)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، رقم (٣٩٧)، من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 25