تفسير العثيمين: الزمر

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
124

تفسير العثيمين: الزمر

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الآية (١٣) * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الزمر: ١٣]. ثم قال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ قوله: ﴿عَذَابَ﴾ مفعولُ ﴿أَخَافُ﴾. وقوله: ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ﴾ الخَوْفُ لا يمكن أن نُعرِّفه بأَبْيَنَ مِن لَفْظِه، فكُلُّنا يَعْرِفُ الخَوْف؛ ولهذا نقول: إنَّ الانفعالاتِ النَّفْسِيَّة لا يمكن لأحَدٍ أن يُعَرِّفَها؛ لأنَّه ليس هناك شيءٌ أَبْيَنُ مِن لَفْظِها أبدًا؛ لو قال إنسانٌ: عَرِّفْ لِيَ الكَراهَة فماذا تقول؟ تقول: (الكراهَةُ مَعْرُوفة)؛ فالكراهَةُ هي الكراهَةُ، وكذلك لو قال: عَرِّفْ لي المحبة؟ لا تَقْدِرْ أن تقول: المَحَبَّة هي المَحَبَّة. ولو قال قائل: المَحَبَّة هي المَيْل؛ فالجواب: المَيْل آثارُ المَحَبَّة، فبعدما يُحِبُّ يَميل؛ ولهذا يقول ابنُ القَيِّم ﵀ (١): لا يمكن أن نَحُدَّ المَحَبَّة بأَبْيَنَ مِن لَفْظِها أبدًا؛ فكُلُّ الذين عرَّفوها - فيها أكثر من عشرين تعريفًا - كُلُّهم إنما يُفَسِّرونَها بِلَوازِمِها ونتائجها. وصدق ﵀، فالانفعالات النَّفْسِيَّة لا يستطيع الإنسان أن يُعَرِّفَها بأكْثَرَ مِن لَفْظِها.

(١) انظر: طريق الهجرتين (ص ٣١٠)، ومدارج السالكين (٣/ ١١).

1 / 128