87

تفسير العثيمين: الزخرف

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

قَال المفسِّر ﵀: ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ﴾ بأنَّهُم إنَاثٌ] ﴿سَتُكْتَبُ﴾ تكتَبُ عَلَى أنَّها فِريَةٌ وشهَادَةُ زُورٍ، ويُعاقَبُون عَلَيها، والسِّينُ هُنَا للتَّقرِيبِ والتَّحقِيقِ، وتُكْتَبُ لَمْ يُبيِّنْ فَاعِلَ الكِتَابَةِ، فاللهُ أعْلَمُ، هَلْ يَكتبها اللهُ أَو المَلَائِكَةُ؟ والظَّاهِرُ أنَّهُمُ المَلائِكَةُ؛ لأَنَّ المَلَائِكَةَ مُوَكَّلُون بعَمَلِ بَنِي آدَمَ يَكتُبونَ ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)﴾ [ق: ١٨].
قَال المفسِّر ﵀: [﴿وَيُسْأَلُونَ﴾ عَنْهَا فِي الآخِرَةِ فيَتَرتَّبُ عَلَيهَا العِقَابُ].
فإِنْ قَال قَائِل: عَلَى قِرَاءَةِ نَافِعٍ: "وَجَعَلُوا المَلَائكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمَنِ" عَلَى قرَاءَةِ نَافِعٍ كيفَ نُفسِّرُ عِنْدَهُ؟
فالجَوابُ: ﴿عِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ كَمَا جَاءَ فِي القُرْآنِ.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: بيَانُ افتِرَاءِ هؤُلَاءِ المُشرِكينَ مِنْ وَجْهَينِ:
الوجْهُ الأوَّلُ: أنَّهُم جعَلُوا المَلائِكَةَ إنَاثًا، ومَا يُدرِيهِمْ؟ !
الوجْهُ الثَّانِي: أنَّهُم نَسَبُوهُمْ إِلَى اللهِ ﷿.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: تحَدِّي هؤُلَاءِ المُفتَرِينَ بقَوْلِهِ: ﴿أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ﴾ والجَوابُ: لَا.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تَهْدِيدُ أُولَئِكَ المُفترِينَ بأَنَّ شَهَادَتَهُم ستكتَبُ، ويعاقَبُون عَلَيهَا؛ لقَولِهِ: ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ﴾.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: إثْبَاتُ الحِسَابِ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَيُسْأَلُونَ﴾.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن أقْوَال الإنسَانِ تكتَبُ عَلَيهِ كأفعَالِهِ؛ لأَنَّ الشَّهادَةَ هُنَا بالقَوْلِ.

1 / 91