تفسير العثيمين: الزخرف

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
82

تفسير العثيمين: الزخرف

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الآية (١٨) * قَال اللهُ ﷿: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ (١٨)﴾ [الزخرف: ١٨]. ثُمَّ قَال ﷿: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ﴾، الهمزَةُ للاستِفهَامِ، والوَاوُ حرْفُ عطْفٍ، و(مَنْ) اسْم مَوصُولٌ يَعْنِي: أَو الَّذِي يُنشَّأُ فِي الحِلْيةِ أَي: يُربَّى فِيهَا ويَحتَاجُ إِلَيهَا. وقَولُه: ﴿أَوَمَنْ﴾ يَقُولُ المُفسِّر ﵀: [همْزَةُ الإنكَارِ، وَاوُ العَطْف بجُمْلَةِ أَي: يَجعَلُونَ لله ﴿يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ﴾ يَعْنِي: أن العطْفَ هُنَا عَلَى تَقْدِير يَجعَلُون، بَقِيَ عنْدَنا: أينَ المُعادِل؟ المُعَادِلُ كمَنْ لَيسَ كذَلِكَ. ومَعْنَى ﴿يُنَشَّأُ﴾ أَي: يُربَّى ﴿فِي الْحِلْيَةِ﴾ قَال المُفسِّر: [أَيِ: الزِّينَةِ ﴿فِي الْخِصَامِ﴾ عنْدَ الخُصُومَةِ ﴿غَيرُ مُبِينٍ﴾ غَيرُ مُظهِرٍ للحُجَّةِ؛ لضَعْفِهِ عَنْهَا بالأُنوثَةِ]. وقَولُه: ﴿وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيرُ مُبِينٍ﴾ أي: مُظهِر لمَا فِي نَفْسِهِ يَعْنِي: كمَنْ لَيسَ كذَلِكَ. والإشارَةُ بهَذَا الوصْفِ إِلَى الأُنثَى؛ لأنَّ الأُنثَى تُنشَّأُ فِي الحِليَةِ وتُحلَّى لتَتجَمَّلَ فتَحْتَاجُ إِلَى مَا يُكمِّلُها، وهِيَ أيضًا ليسَتْ ذَاتَ خصُومةٍ، بَلْ هِيَ فِي الخِصَامِ غَيرُ مُبينٍ، كمَنْ لَيسَ كذَلِكَ. فالمرَأةُ ليسَتْ جميلَةً بذَاتِهَا، ولكنَّها محُتَاجَة إِلَى مَا يُجمِّلُها، ولهذَا تَجِدُ عنْدَ النِّساءِ

1 / 86