تفسير العثيمين: السجدة

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
89

تفسير العثيمين: السجدة

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الآية (١٩) * * * * قالَ الله ﷿: ﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٩]. * * * قوله ﷿: ﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ﴾: ﴿أَمَّا﴾ هذه حَرْفُ شَرْطٍ وتفصيلٍ، وتُفيدُ مع الشَّرْطِ والتَّفْصيلِ: التَّوْكيدَ؛ كقوله ﷿: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ﴾ وهنا قال ﷾: ﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى﴾ فيكون فيها ثلاثُ فوائِدَ: ١ - شرطِيَّة: بدليلِ أنَّها أتى لها جوابٌ: ﴿فَلَهُمْ﴾. ٢ - تَفْصِيليَّة: لأنَّها أتت بِقِسْمَيْنِ ﴿أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ و﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا﴾. ٣ - توكيديَّة: لأنَّه لا شكَّ أنَّ هذه الصِّيغَةَ تُفيدُ التَّوْكيدَ. وقوله تعالى: ﴿فَلَهُمْ﴾ هذا جوابُ الشَّرْطِ. وقوله ﷾: ﴿فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى﴾ الجناتُ جَمْعُ جَنَّة، وهي في اللُّغَة: الحديقةُ الكَثيرَةُ الأشجارِ، وسُمِّيَت به لأنها تَجُنُّ مَن فيها أي تَسْتُرُه، لكنَّها في الشَّرْعِ: الدَّار التي أعدَّها الله ﷾ لأوليائه، فهي أعلى مما يدور في الخيال أو يَخْطُر على البالِ.

1 / 94