تفسير العثيمين: السجدة

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
56

تفسير العثيمين: السجدة

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

خَلَقَهم الله تعالى من نور، وجعلهم من السَّامعين المطيعينَ له، وأَقْدَرَهُم على فِعْلِ المأمورِ؛ لقوله ﷾: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٩] وقوله ﷾: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٩] وقال ﷾: ﴿عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: ٦] لكمالِ الإمتثالِ وكمالِ القُدْرَة. الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: تمام تنظيمِ الله ﷿ للأُمُورِ وإحكامه لها؛ لقوله تعالى: ﴿الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ فإنَّ كلَّ مَلَكٍ مُوَكَّلٌ بِشَيءٍ من الأشياء لتمامِ النِّظَامِ وإحْكَامِهِ وإِحْسانِهِ. الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: عَظَمَةُ سُلْطانِ الله؛ تُؤخَذُ من قوله تعالى: ﴿الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ وقد سبق لنا: أنَّ هذا التَّوْكيلَ ليس عَجْزًا من الله ﷿ ولكِنَّه نظامُ سُلْطَانِهِ وعَظَمَتِه. الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثباتُ الرُّجُوعِ إلى الله؛ لقوله ﷾: ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾، وُيؤْخَذُ منه إثباتُ الجَزاءِ؛ لأنَّه هذا هو المقصودُ مِن قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾. * * *

1 / 61