تفسير العثيمين: السجدة
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
قوله تعالى: ﴿لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ الإهتداءُ هنا يَشْمَلُ الهدايَةَ: هدايةَ الدَّلالَةِ، وهدايةَ التَّوفيقِ؛ فإنَّ الرَّسولَ ﵊ جاء بهدايَةِ الدَّلالةِ، والتوفيقُ بِيَدِ الله ﷿، ولا توفيقَ إلا بعد عِلْمٍ؛ قال ﵀: [﴿لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ بإنْذَارِكَ].
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: بيانُ جُرْأَةِ هؤلاء المُكَذِّبين؛ لقولهم: ﴿افْتَرَاهُ﴾ أي: اخْتَلَقَه وكَذَبَ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أنَّ القُرآنَ حقٌّ غيرُ مُفْتَرًى؛ لقوله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ الْحَقُّ﴾.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَّةُ: إثباتُ رِسالَةِ الرَّسولِ ﵊؛ لقوله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: عناية الله برسوله ﷺ؛ حيث أضافَ إليه الرُّبوبيَّةَ الخاصَّة في قوله تعالى: ﴿مِنْ رَبِّكَ﴾.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثباتُ الحِكْمَةِ في إنزالِ هذا القُرْآنِ؛ لقوله تعالى: ﴿لِتُنْذِرَ﴾ لأنَّ اللَّام للتَّعليلِ.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: بيانُ مِنَّة الله على هؤلاء الذين أُرْسِلَ إليهِمُ الرَّسولُ ﷺ، تُؤْخَذُ من قوله تعالى: ﴿مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: شِدَّةُ الضَّرورةِ إلى إرسالِ الرَّسولِ ﷺ؛ تُؤْخَذُ مِنْ كَوْنِه لم يَأْتِهِم نذيرٌ مِن قَبْلِك، فهم في ضرورَةٍ إلى رسالَتِه، هذا على القَوْلِ بأنَّ (ما) نافِيَة، أمَّا على القَوْلِ بأنَّها اسمٌ موصول، فيُسْتَفادُ منها: أنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَنْذَرَ ما أَنْذَرَتْ به الأنبياءُ مِن قَبْلِه، فيكون إذن: مُصَدِّقًا لما سَبَقَه من الرِّسالاتِ.
1 / 18