تفسير العثيمين: الصافات

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
84

تفسير العثيمين: الصافات

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

الشريعة، كل خصال الشريعة أقوم من كل شيء، وهنا يقول: ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ﴾ ضد الحق هو الباطل، والباطل إما كذب في الأخبار، وإما جور في الأحكام، ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: ١١٥] وذكرنا لقوله ﴿بِالْحَقِّ﴾ معنى آخر غير كون ما جاء به حقًّا، وهو أنه ﷺ صادق فيما جاء به فما جاء به حق، وهو صادق في قوله: إنه من عند الله، وليس بكاذب. ١٦ - ومن فوائدها: الثناء على ما جاء به الرسول ﵊ لقوله: ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ﴾ بل والثناء على الرسول ﷺ حيث وصفه بأنه جاء بالحق ولا شك أن من وصف من عند الله بأنه جاء بالحق لا شك أن هذا من أعظم المناقب والأوصاف الحميدة. ١٧ - ومن فوائدها: الإشارة إلى أن النبي ﷺ آخر الرسل لقوله: ﴿وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (٣٧)﴾ فإن "ال" للعموم فتقتضي كل رسول، وهذا يشير وليس بصريح إلى خاتم النبيين، كما قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠]. الآية لها مدلول عظيم، قال: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾، وكان مقتضى السياق أن يقول، "ولكن رسول الله وخاتم الرسل"، أو يقول: "ولكن نبي الله وخاتم النبيين"، لكن قال رسول الله؛ لأن وصف الرسالة أعلى من وصف النبوة، وخاتم النبيين يعني لن يأتي بعده لا رسول ولا نبي وهو كذلك، فهو ﵊ أفضل الرسل، ولن يأتي بعده لا نبي ولا رسول.

1 / 87