تفسير العثيمين: الصافات
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الفوائد:
١ - أن الأتباع والمتبوعين كل منهم مشترك في العذاب، لقوله: ﴿فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣)﴾. والفائدة من ذلك أنه لن ينجو الأتباع ولا المتبوعين.
فإن قال قائل: هل الاشتراك يقتضي المساواة؟
فالجواب: لا. بل لكلٍّ درجات مما عملوا.
٢ - ومن فوائدها: إذلال هؤلاء المتبوعين الذين كانوا في الدنيا يعتلون على الخلق؛ لأنه جمع بينهم وبين من يستعبدونهم في الدنيا، ﴿فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣)﴾ لأن الآخرة دار عدل.
٣ - ومنها: أن الله ﷾ لم يظلمهم بهذا العذاب، لقوله: ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤)﴾ فهم لم يعذبوا إلا لجرمهم.
٤ - ومن فوائدها: أن الناس عند الله سواء، فكل من استحق عقابًا أو ثوابًا فهو له؛ لقوله: ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤)﴾ يعني لم نفعل بهؤلاء وحدهم، بل حكمنا هذا شامل لكل مجرم.
وكذلك يقال في الثواب: إن الله ﷾ يثيب كل عامل بعمله بمقتضى الأوصاف التي يستحق بها هذا الثواب.
٥ - ومنها: إثبات الفعل لله ﷿ لقوله: ﴿إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ﴾ والله ﷾ فعَّال لما يريد، والفعل يقتضي التجدد بحسب المفعول، فخلق الله للسماوات والأرض لم يكن أزليًّا، وإنما كان حين خلق السماوات والأرض، وخلق الله
1 / 82