تفسير العثيمين: الصافات

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
60

تفسير العثيمين: الصافات

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾ قال المؤلف ﵀: [احبسوهم عند الصراط]، الأمر من الله ﷿ والخطاب للملائكة فيما يظهر؛ لأن الملائكة هي التي تدبر الخلائق بأمر الله، فيقال للملائكة: قفوا هؤلاء المكذبين المشركين بالله ﴿وَقِفُوهُمْ﴾ يعني وقفوهم أي احبسوهم ﴿إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾ قال المؤلف ﵀[عن جميع أقوالهم وأفعالهم] وكلمة ﴿إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾ إما أن تكون كما قال المؤلف عامة يعني إنهم مسؤولون عن أقوالهم وأفعالهم وشركهم وانحرافهم وعن كل أحوالهم أو إنها مبينة بقوله: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)﴾ فيكون المسئول عنه شيئًا واحدًا وهي أنهم يوقفون ويسألون هذا السؤال ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)﴾ يقال لهم ذلك توبيخًا وتقريعًا كما قال المؤلف: [ويقال لهم توبيخًا: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)﴾ لا ينصر بعضكم بعضًا]، فالآية في الحقيقة محتملة المعنيين: المعنى الأول: أنكم مسؤولون عن كل الأحوال والأعمال. المعنى الثاني: أنكم مسؤولون هذا السؤال وهو: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)﴾ وأيًا كان ففي الآية توبيخ وتهكم بهم حيث يقال لهم: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)﴾ كنتم في الدنيا تتناصرون والذي ينصر هم العابدون ينصرون هذه الأصنام كما مر علينا في آخر سورة يس، ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)﴾ [يس: ٧٥] فالعابدون ينتصرون للآلهة، كما قال أبو سفيان قبل أن يسلم في غزوة أحد قال: اعلُ هبل، يفتخر به وينتصر له، فيقال لهم يوم القيامة: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)﴾ يعني أي شيء لكم يمنعكم من

1 / 63