تفسير العثيمين: الصافات
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
والدليل على أنها باطلة قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ﴾ [لقمان: ٣٠] وقوله ﷾: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾. [النجم: ٢٣].
ثم قال: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (رب) إما أن تكون عطف بيان، أو خبر مبتدأ محذوف، والتقدير هو رب السماوات والأرض.
ورب بمعنى خالق، ومالك، ومدبر، فهو الذي خلق السماوات والأرض، وهو الذي يملك السماوات والأرض، وهو المدبر للسماوات والأرض.
قال تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف: ٥٤] وهذا انفراده بالخلق والتدبير، وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الجاثية: ٢٧] وهذا انفراده بالملك.
والسماوات جمع سماء وهي معروفة، وعددها سبع سماوات بنص القرآن. قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦)﴾. [المؤمنون: ٨٦] وقال سبحانه: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾. [الطلاق: ١٢]
الأرض كذلك سبع لظاهر القرآن وصريح السنة:
أما ظاهر القرآن ففي قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾، [الطلاق: ١٢] فالمثلية هنا بالعدد؛ لأنه لا يمكن أن تكون الأرض مثل السماء في ذاتها ولا في سعتها وعظمتها، فالسماء أوسع وأعظم، ومادتها غير مادة الأرض؛ ولهذا يصف الله تعالى السماء بالقوة: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢)﴾. [النبأ: ١٢] ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ
1 / 17