تفسير العثيمين: الروم

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
57

تفسير العثيمين: الروم

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الآية (١٠) * * * * قَالَ اللهُ ﷿: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (١٠)﴾ [الروم: ١٠]. * * * قال المُفَسِّر ﵀: [﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى﴾ تَأْنيث الأسْوَأ الأقْبَح خَبَر كَانَ عَلَى رَفْع عَاقِبَة وَاسْم كَانَ عَلَى نَصْب عَاقِبَة وَالمرَاد بِهَا جَهَنَّم وَإِسَاءَتهمْ ﴿أَنْ﴾ أَيْ بِأَنْ ﴿كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ القرآن ﴿وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ﴾] اهـ. قوْله تَعالَى: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَة﴾ مصْدَرٌ بمَعْنى العقْبَى، وفِيها قِراءَتَانِ سبْعِيّتَانِ (^١): النّصبُ ﴿عَاقِبَةَ﴾، والثّانِيَةُ الرّفْعُ "عاقبةُ"، أمَّا عَلَى قِرَاءَةِ الرّفْعِ فإنَّها اسْمُ ﴿كَانَ﴾، وأمَّا عَلَى قِرَاءَةِ النّصْبِ فإنَّها خبَرُ ﴿كَانَ﴾ مُقَدَّمًا، يَبْقَى النّظَرُ: أيْنَ اسْمُ ﴿كَانَ﴾ عَلَى قِراءَةِ النّصْبِ، أوْ خبَرُها عَلَى قراءَةِ الرّفْعِ، سيَذْكُرُه المُفَسِّر. قوْله تَعالَى: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا﴾: أيْ عَمِلُوا العملَ السَّيِّئِّ مِن الكفَّارِ المكذِّبِينَ للرُّسُلِ كَما قَصَّ الله ﷿، و﴿أَسَاءُوا﴾ ضِدَّها أحْسَنُوا. فالَّذِين أَحْسَنوا قالَ الله فِيهِمْ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى﴾ [يونس: ٢٦]، والَّذِين أسَاؤُوا كَان عاقبِتَهُم مَا ذَكرَ الله هُنَا. قو لُه ﵀: ﴿السُّوأَى﴾ تأنيث الأسوأ الأقبح]، قوْله تَعالَى: ﴿السُّوأَى﴾ اسْمُ

(^١) التيسير في القراءات السّبع (ص: ١١٥).

1 / 63