66

تفسير العثيمين: الشعراء

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

لِأَنَّ فِرْعَوْنَ لا خَلَق سماواتٍ ولا أرضًا، ولا ما بينهما، فالذي يَسْتَحِقّ الربوبيَّة هُوَ الله. ويَنبغي الوقوف: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾، ثم يُقال: ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ فالأمرُ بيِّنٌ. ولهذا المُفسِّر قدّر الجَواب، وقال: [﴿إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ بأنه تعالى خالِقُه فآمِنوا بِهِ وحدَه]. وإنَّما قلنا: إنها لا تَعلّق لها بما قبلُ؛ لِأَنَّهُ لو تَعَلَّقَتْ بما قبلها لكانَ مَعْنى أَنَّهُ ربُّ السماواتِ والأرضِ إنْ أَيْقَنُوا بذلك وإلَّا فليس ربَّ السماواتِ والأرضِ، وهذا الكَلامُ لا يَستقيمُ. والتَّقدير: ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ - أي: من ذوي الإيقانِ - فأَيْقِنُوا بذلك؛ لِأَنَّهُ لا أحدَ يَقْدِر عَلَى خَلْق السماواتِ والأرضِ، فـ (إنْ) هنا شرطيَّة، وجَوابُ الشَّرطِ محذوفٌ، وقدَّرَ المُفسِّر: (فآمنوا بِهِ وحدَه). و(آمنوا) و(أيقنوا) معناهما واحد. * * *

1 / 71