114

تفسير العثيمين: الشعراء

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الآية (٥٣)
* * *
* قالَ اللهُ ﷿: ﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ﴾ [الشعراء: ٥٣].
* * *
بعدما سَرَوْا ليلًا قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ﴾ حينَ أُخْبِرَ بِسَيْرِهِم ﴿فِي الْمَدَائِنِ﴾ قيل: كَانَ له ألفُ مدينةٍ، واثنا عشرَ ألفَ قَرْيَةٍ ﴿حَاشِرِينَ﴾ جامعينَ الجيش]، فلمَّا علِم بهم فِرْعَوْنُ تَحَفّز وخاف أنْ يَخْرُجوا إِلَى مكانٍ آخرَ، فيكوّنوا أُمَّةً فيَغْزُوه، فأراد أنْ يَقْضِيَ عليهم، فأرسلَ فِي المَدَائِنِ حَاشِرِينَ، والمدائنُ مدائنُ مِصْرَ، وكَوْنُها بهذا العددِ الَّذِي قال المُفسِّرُ يحتاجُ إِلَى ثُبُوتٍ، ونحن ما علينا إلَّا أن نقولَ ما قاله الله، ولكنَّنا نَفْهَم أن هَذِهِ المدائنَ كثيرةٌ، ووجهها أن (فعائل) صيغةُ مُنْتَهَى الجُمُوع، فهي تدلُّ عَلَى الكثرةِ.
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿حَاشِرِينَ﴾: جامعينَ الجيش]، وفي هَذَا دليلٌ عَلَى أَنَّهُم لَيْسُوا يقولون: اخْرُجُوا، بل يُجْبِرُونَهم عَلَى أنْ يَخْرُجوا.
* * *

1 / 119