تفسير العثيمين: الكهف

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
75

تفسير العثيمين: الكهف

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨» (النحل: ٥٨)، أي صار وجهه مسودًا وقلبه ممتلئًا غيظًا (يتوارى من القوم) يعني يختبئ منهم (من سوء ما بشر به)، ثم يُقَدِّرُ في نفسه) أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ) (النحل: الآية ٥٩). بقي قسم ثالث وهو أن يُمسِكَهُ على عِزٍّ وهذا عندهم غير ممكن، ليس عندهم إلَاّ أحد أمرين: ١ - إما أن يمسكه على هون. ٢ - يَدُسه في التراب، أي يدفنه فيه وهذا هو الوأد، قال الله تعالى: (أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ). وقوله تعالى: (زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أي أن الإنسان يتجمل به يعني يتجمل أنَّ عنده أولادًا، قدر نفسك أنك صاحب قِرى يعني أنك مضياف وعندك شباب، عشرة، يستقبلون الضيوف، تجد أن هذا في غاية ما يكون من السرور، هذه من الزينة، كذلك قدر نفسك أنك تسير على فرس وحولك هؤلاء الشباب يَحُفُّونك من اليمين ومن الشمال ومن الخلف ومن الأمام، تجد شيئًا عظيمًا من الزينة، ولكن هناك شيء خير من ذلك. قال تعالى: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) هي الأعمال الصالحات من أقوال وأفعال ومنها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ومنها الصدقات والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك، هذه الباقيات الصالحات. (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا) أي أجرًا ومثوبة. (وَخَيْرٌ أَمَلًا) أي خير ما يُؤمِّله الإنسان لأن هذه الباقيات

1 / 79