تفسير العثيمين: الكهف

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
45

تفسير العثيمين: الكهف

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

عسى هنا واقعة، وقال الله: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَاّ اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (التوبة: ١٨). أما من الإنسان فهي للرجاء، كقوله: (وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) هذه للرجاء. (أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي) أي يدلني إلى الطريق، ولهذا قال: (لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) أي هداية وتوفيقًا، وقد فعل الله، فهداه في شأن أصحاب الكهف للرشد. *** (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) (الكهف: ٢٥) قوله تعالى: (لَبِثُوا) يعني أصحاب الكهف (فِي كَهْفِهِمْ) الذي اختاروه لأنفسهم وناموا فيه. (ثَلاثَ مِائَةٍ) تكتب اصطلاحًا ثلاثمائة مربوطة: ثلاث مربوطة بمائة، وتكتب مائة بالألف، لكن هذه الألف لا يُنطَق بها، وبعضهم يكتب ثلاث وحدها ومئة وحدها، وهذه قاعدة صحيحة. وقوله: (ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) (مِائَة) بالتنوين و(سِنِينَ) تمييز مبين لثلاث مائة لأنه لولا كلمة سنين لكنا لا ندري هل ثلاث مائة يوم أو ثلاث مائة أسبوع أو ثلاث مائة سنة؟، فلما قال: (سِنِينَ) بيَّن ذلك. (وَازْدَادُوا تِسْعًا) ازدادوا على الثلاث مائة تسع سنين فكان مكثُهم ثلاث مائة وتسع سنين، قد يقول قائل: "لماذا لم يقل ثلاثمائة وتسع سنين؟ ".

1 / 49