تفسير العثيمين: الكهف

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
40

تفسير العثيمين: الكهف

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

نفسك فيه، وإذا رأيت من صاحبك المجادلة فقل له: "تأمل الموضوع" وسدَّ الباب. (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا) أي ولا تستفت في أهل الكهف (مِنْهُمْ) أي من الناس سواءٌ من أهل الكتاب أم من غيرهم أحدًا عن حالهم وزمانهم ومكانهم، وفيه إشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي أن يستفتي من ليس أهلًا للإفتاء، حتى وإن زعم أن عنده علمًا فلا تَسْتَفْتِهِ إذا لم يكن أهلًا. *** (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَاّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) (الكهف: ٢٤) قوله تعالى: (وَلا تَقُولَنَّ) الخطاب هنا للرسول ﷺ كالخطاب الذي قبله (لِشَيْءٍ) أي في شيء (إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا) ذكروا (^١) أن قريشًا أرسلت إلى اليهود في المدينة وقالوا: إن رجلًا بعث فينا يقول: إنه نبي، فقالوا: اسألوه عن ثلاثة أشياء: ١ - عن فتية خرجوا من مدينتهم ولجأوا إلى غار، ما شأنهم. ٢ - وعن رجل مَلَكَ مشارق الأرض ومغاربها. ٣ - وعن الروح، ثلاثة أشياء؛ فسألوا النبي ﷺ عن

(^١) ورد هذا في السير في رواية لمحمد بن إسحاق، انظر: "السيرة النبوية" (١/ ٢٥ - ٢٦٦) لابن هشام، وانظر تفسير ابن كثير (٣/ ٩٩)، والقرطبي (١٠/ ٣٤٦ وما بعدها) في سبب نزول السورة.

1 / 44