تفسير العثيمين: الكهف
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
إيمانكم (وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) أي إذا عدتم في ملَّتهم أبدًا، وفي هذا دليل على أخذ الحذر من الأعداء بكل وسيلة إلَاّ الوسائل المحرمة؛ فإنها محرمة لا يجوز أن يقع الإنسان فيها.
***
(وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا) (الكهف: ٢١)
قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ) يعني مثل بعثهم من نومهم، فإن الله أعثر عليهم يعني أطلع عليهم قومهم
(لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) أطلع الله عليهم قومهم (لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ) إما أن المعنى بقيام الساعة الذي كان ينكره هؤلاء أو لأن الله تعالى يُنجي المؤمنين من الكفار، لأن هؤلاء السبعة نجوا من أمة عظيمة تقاتلهم وتنهاهم عن التوحيد.
(وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا) الساعة: أي قيام الساعة. (لا ريب فيها) أي لا شك، واقعة لا محالة.
(إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ) متعلقة بأعثرنا، أعثرنا عليهم حتى تنازعوا أمرهم بينهم، تنازعوا فيما بينهم ماذا نفعل بهم؟ أنتركهم أم ماذا نصنع بهم؟
(فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا) يعني ابنوا عليهم بنيانًا حتى يكون أثرًا من الآثار وحماية لهم.
(رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ) يعني توقفوا في أمرهم كيف يَبقَونَ ثلاث مائة سنة وتسع سنين لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغيرون أيضًا.
1 / 40