تفسير العثيمين: آل عمران
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
والسنّة كذلك متواترة فى علو الله، ومتنوعة. فتارة بقول الرسول ﵊، وتارة بفعله، وتارة بإقراره.
أما قوله: فكان يقول في كل صلاة: "سبحان ربي الأعلى" (^١).
وأما فعله: فقد أشار إلى السماء غير مرة، يشير إلى السماء في الدعاء، يرفع يديه إلى السماء (^٢)، وأشار إلى السماء حين أشهد ربه على أمته أنهم أقروا بإبلاغه الرسالة في حجة الوداع في يوم عرفة (^٣)، في أكبر مجمع للمسلمين في عهد الرسول ﵊.
وأما إقراره: فسأل الجارية: "أين الله؟ " قالت: في السماء. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" (^٤).
وأما الإجماع: فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى بعدهم على أن الله تعالى فوق كل شيء، ولم يُنقل عن واحد منهم أنه قال: إنَّ الله في كل مكان، ولا أنه قال:
(^١) رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، رقم (٧٧٢). (^٢) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي ﷺ: "لا ترجعوا بعدي كفارًا"، رقم (٧٠٧٨). ومسلم، كتاب القيامة، باب تغليظ تحريم الدماء، رقم (١٦٧٩). (^٣) أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي ﷺ، وهو حديث جابر الطويل، رقم (١٢١٨). (^٤) قصة الجارية أخرجها مسلم، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، رقم (٥٣٧).
1 / 42