212

تفسير العثيمين: آل عمران

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٣٥ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

المثنى، والجمع إن كان المراد بها الجمع، مذكرًا كان أو مؤنثًا. وعليه فلا يمنع أن يكون قولها: ﴿مُحَرَّرًا﴾، شاملًا لما تضعه ولو كانوا أكثر من واحد؛ لأنه أفرد باعتبار اللفظ.
وقولها: ﴿فَتَقَبَّلْ مِنِّي﴾، يعني تقبل مني هذا التقرب إليك، بنذر هذا الحمل الذي نذرته ليقوم بخدمة بيتك.
﴿إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
هذه الجملة استئنافية للتعليل؛ يعني أني سألتك أن تتقبل مني لأنك السميع العليم.
﴿السَّمِيعُ﴾ يشمل هنا سمع الإدراك وسمع الإجابة؛ يعني أنك تسمع دعائي وتستجيبه، و(سمع) تأتي بمعنى استجاب كما في قول المصلي: "سمع الله لمن حمده" أي استجاب.
وقولها: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ يعني السامع لدعائي المستجيب له، العليم بما يكون صالحًا، وبكل شيء. لكن ذكر العلم هنا لأن الإنسان قد يسأل الشيء وليس من صالحه حصوله، فيسند الأمر إلى علم الله ﷿. ومن المعلوم أن الداعي إذا دعا فإنه يحصل له واحد من أمور ثلاثة: إما أن يستجيب الله له الدعاء، وإما أن يدَّخر ذلك له يوم القيامة فيعطيه مثل ما دعا به، وإما أن يصرف عنه من السوء ما هو أعظم. هذا بالإضافة إلى أن الدعاء نفسه عبادة يثاب عليها الإنسان.
وقوله: ﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا﴾.
ولم يقل: فلما وضعته؛ مراعاة للمعنى؛ لأنها وضعت أنثى، فلما وضعتها وكانت قد نذرته محررًا بناءً على أنه ذكر، لما وضعتها اعتذرت لربها.

1 / 214