تفسير العثيمين: آل عمران
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾، والله ﷾ قد يضيف الإنزال إلى الناس كما قال تعالى في سورة البقرة: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ [البقرة: ١٣٦]، وفي سورة آل عمران: ﴿قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا﴾ [آل عمران: ٨٤]، لكنه أنزل إلى الرسول مباشرة وإلينا بواسطة الرسول ﷺ، وهو الذي بلغه إلينا، ومعلوم أن الأصل أشرف من الفرع.
٩ - أن هذا الكتاب الذي أنزله الله على محمد ﷺ مشتمل على الحق، لقوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾. فقد جاء بالحق، ونزل به. قال تعالى: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ [الإسراء: ١٠٥]، فالحق في الأخبار الصدق، والحق في الأحكام العدل، كما قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ [الأنعام: ١١٥].
١٠ - أن القرآن نفسه حق. يؤخذ من قوله: ﴿بِالْحَقِّ﴾ يعني: أنه نزل نزولًا بحق ليس نزولًا كذبًا باطلًا.
١١ - فضيلة القرآن لوصفه بالحق نزولًا وتضمنًا، ولوصفه بالتصديق لما بين يديه.
١٢ - الإشارة إلى أن هذا القرآن قد أخبرت عنه الكتب السابقة.
١٣ - جواز التعبير بما يخالف الظاهر إذا دلّ عليه السياق كما في قوله: ﴿لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾، لأن الكلمة دلت على معناها في سياقها، وإن كان يخالف أصل الوضع.
١٤ - أن التوراة النازلة على موسى، والإنجيل النازل على عيسى عليهما الصلاة والسلام حق؛ لقوله: ﴿وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾.
1 / 18