تفسير العثيمين: آل عمران
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
من فوائد الآية الكريمة:
١ - تعليم الله ﷿ نبيه محمدًا ﷺ أن يفوض الأمر إليه في قوله: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾، والخطاب الموجه للرسول ﷺ موجه لأمته، إما عن طريق التأسي، وإما لأنه الإِمام، والخطاب للإمام خطاب له ولمن اتبعه، إلا إذا دلَّ الدليل على أنه خاص به، فيكون خاصًّا به.
٢ - بيان تمام ملك الله ﷾ وسلطانه؛ لقوله: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾.
٣ - أن الله ﷾ يؤتي الملك من يشاء؛ لقوله: ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ﴾.
٤ - أن ملك المخلوقين ليس ملكًا استقلاليًا، بل هو بإعطاء؛ لقوله: ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ﴾، والملك الذي بإعطاء لا شك أنه ناقص عن ملك المعطي. وقد جاء في الحديث الصحيح: "اليد العليا خير من اليد السفلى" (^١).
٥ - إثبات المشيئة لله في قوله: ﴿مَنْ تَشَاءُ﴾، وكل أمر قرنه الله بالمشيئة، فإنه مبني على الحكمة؛ متى اقتضته شاءه الله. ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [الإنسان: ٣٠].
٦ - تمام ملك الله وسلطانه أيضًا، في كونه يحرم الملك من يشاء، وينزعه بعد ثبوته ممن يشاء؛ لقوله: ﴿وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ﴾.
(^١) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب لا صدقة إلَّا عن ظهر غنى، رقم (١٤٢٧). ومسلم، كتاب الزكاة، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، رقم (٢٣٨٦).
1 / 160