تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
51

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

الناشر

دار الثريا للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

فقل: سمعنا وأطعنا، واجتنبنا. وتأمل قول الله ﷿ في الخمر والميسر والأنصاب والأزلام حيث قال: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأَنصاب والأَزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما الخمر والميسر والأَنصاب والأَزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون﴾ . أي فبعد هذا التبصير والتبيين هل تنتهون أو لا؟ وهذا الاستفهام بمعنى الأمر، أي فانتهوا، ولهذا قال الصحابة ﵃: (انتهينا انتهينا) (^١)، فصارت التقوى تتحقق بأمرين: الأول: امتثال أمر الله ﷿ دون تردد. والثاني: اجتناب نهي الله ﷿ دون تردد. يقول الله ﷿: ﴿إن الله تواب رحيم﴾ هو الله ﷾ رحيم وهو رحمن، وقد اجتمع الاسمان في أعظم سورة في كتاب الله، في الفاتحة، قال العلماء: إذا ذكر الرحمن وحده كما في قوله تعالى: ﴿وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن﴾ أو ذكر الرحيم وحده كما في هذه الآية ﴿تواب رحيم﴾ فمعناهما واحد، يعني أن الرحيم والرحمن ذو الرحمة الواسعة الشاملة، والرحمن إذا ذكر وحده كذلك هو ذو الرحمة الواسعة الشاملة، أما إذا اجتمعا جميعًا فالرحمن باعتبار الوصف، والرحيم باعتبار الفعل، يعني أنه ﷿ ذو رحمة واسعة، وهو أيضًا راحم وموصل الرحمة إلى من يشاء من عباده، كما قال

(^١) أخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة المائدة (رقم ٣٠٤٩)، والإمام أحمد (٢/٣٥١) .

1 / 56