تفسير العثيمين: الفرقان
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الآية (٣٨)
* * *
* قالَ اللَّه ﷿: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾ [الفرقان: ٣٨].
* * *
قَالَ المُفَسِّر ﵀: [﴿وَ﴾ اذْكُرْ ﴿عَادًا﴾ قومَ هُودٍ ﴿وَثَمُودَ﴾ قومَ صالحٍ، ﴿وَأَصْحَابَ الرَّسِّ﴾ اسْم بِئْرٍ، ونبيُّهم قيل: شُعَيْب، وقيل: غيرُه، كانوا قعودًا حولَها فانهارتْ بهم وبمنازلهم، ﴿وَقُرُونًا﴾ أقوامًا ﴿بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾، أي بين عاد وأصحاب الرَّسِّ].
قوله ﷿: ﴿وَعَادًا وَثَمُودَ﴾ يقول المُفَسِّر ﵀: إنها على تقدير (اذْكُر)؛ لِأَنَّهُ لم يذكر فعلًا بحيثُ يُحالُ العملُ عليه، وعادٌ قومُ هودٍ، وكانوا في الأحقافِ في جنوب الجزيرة العربية، وكانوا ذوي قوَّة وشِدَّة، حتى إنهم قالوا: ﴿مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ فقال اللَّه ﷾ مجيبًا لهم: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ﴾، انْظُر ﴿الَّذِي خَلَقَهُمْ﴾ لها فائدة؛ لأَنَّهُمْ مخلوقون ضعفاء ﴿هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ [فصلت: ١٥]، وبماذا أُهْلِكُوا؟ أهلكوا بألطفِ الأشياءِ، وهي الريحُ؛ رِيحٌ دَمَّرَتْهُم، قال تَعَالَى: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ﴾ [الأحقاف: ٢٥].
قوله: ﴿وَثَمُودَ﴾ فيها قراءتانِ: (وَثَمُودًا) ﴿وَثَمُودَ﴾ بدون تنوينٍ، فعلى قراءة التنوينِ يَكُون غير ملاحَظ فيها اسْم القبيلة، يعني ليس فيها تأنيث، وعلى قراءة
1 / 142