تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الإظهار في موضع الإضمار
الأصل أن يؤتى في مكان الضمير بالضمير لأنه أبين للمعنى وأخصر للفظ، ولهذا ناب الضمير في قوله تعالى: (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب: الآية ٣٥) عن عشرين كلمة المذكورة قبله، وربما يؤتى مكان الضمير بالاسم الظاهر وهو ما يسمى (الإظهار في موضع الإضمار) وله فوائد كثيرة، تظهر بحسب السياق منها:
١ - الحكم على مرجعه بما يقتضيه الاسم الظاهر.
٢ - بيان علة الحكم.
٣ - عموم الحكم لكل متصف بما يقتضيه الاسم الظاهر.
مثال ذلك قوله تعالى: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة: ٩٨)، ولم يقل فإن الله عدو له، فأفاد هذا الإظهارُ:
١ - الحكم بالكفر على من كان عدوًا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال.
٢ - أن الله عدو لهم لكفرهم.
٣ - أن كل كافر فالله عدو له.
مثال آخر: قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (لأعراف: ١٧٠)، ولم يقل إنا لا نضيع أجرهم؛ فأفاد ثلاثة أمور:
١ - الحكم بالإِصلاح للذين يمسكون الكتاب، ويقيمون الصلاة.
٢ - أن الله آجرهم لإصلاحهم.
٣ - أن كل مصلح فله أجر غير مضاع عند الله تعالى.
المقدمة / 67