تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
(الفاتحة) ففي "صحيح البخاري" (^١) أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان ﵃ في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ) (البقرة ٢٤٠): قد نسختها الآية الأخرى يعني قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرا) (البقرة: الآية ٢٣٤) وهذه قبلها في التلاوة قال: فَلِمَ تكتبها؟ فقال عثمان ﵁: يا ابن أخي لا أغيِّر شيئًا منه من مكانه.
وروى الإِمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان ﵁: أن النبي ﷺ كان ينزل عليه السُّوَر ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء، دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (^٢).
النوع الثالث: ترتيب السُّوَرُ بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبًا وفي "صحيح مسلم" (^٣) عن حذيفة بن اليمان ﵁: أنه صلى مع النبي ﷺ ذات ليلة، فقرأ النبي ﷺ البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، وروى البخاري (^٤) تعليقًا عن الأحنف: أنه قرأ في
_________
(^١) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ...) الآية حديث رقم (٤٥٣٠).
(^٢) أحمد (٣٩٩)، وأبو داود (٧٨٦)، والنسائي في السنن الكبرى (٨٠٠٧)، والترمذي (٣٠٨٦).
(^٣) أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل. حديث رقم (٧٧٢).
(^٤) أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب (الجمع بين السورتين في الركعة ....).
المقدمة / 22