تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
القرآن
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة: ٨)
التفسير:
. ﴿٨﴾ قوله تعالى: ﴿ومن الناس﴾: ﴿من﴾ للتبعيض؛ أي: وبعض الناس؛ ولم يصفهم الله تعالى بوصف. لا بإيمان، ولا بكفر.؛ لأنهم كما وصفهم الله تعالى في سورة النساء: ﴿مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء﴾ [النساء: ١٤٣]؛ و﴿الناس﴾ أصلها الأناس؛ لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة تخفيفًا، كما قالوا في "خير"، و"شر": إن أصلهما: "أخير"، و"أشر"؛ لكن حذفت الهمزة تخفيفًا لكثرة الاستعمال؛ وسُموا أناسًا: من الأُنس؛ لأن بعضهم يأنس بعضًا، ويركن إليه؛ ولهذا يقولون: "الإنسان مدني بالطبع"؛ بمعنى: أنه يحب المدنية. يعني الاجتماع، وعدم التفرق ...
قوله تعالى: ﴿من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر﴾ أي يقول بلسانه. بدليل قوله تعالى: ﴿وما هم بمؤمنين﴾ أي بقلوبهم.؛ وسبق معنى الإيمان بالله، وباليوم الآخر ..
الفوائد:.
١ من فوائد الآية: بلاغة القرآن؛ بل فصاحة القرآن في التقسيم؛ لأن الله ﷾ ابتدأ هذه السورة بالمؤمنين الخلَّص، ثم الكفار الخلَّص، ثم بالمنافقين؛ وذلك؛ لأن التقسيم مما يزيد الإنسان معرفة، وفهمًا ..
. ٢. ومنها: أن القول باللسان لا ينفع الإنسان؛ لقوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)
1 / 39