تفسير العثيمين: العنكبوت
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٦ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الجواب: ليس كُلُّ صائمٍ هكذا.
وعلى هذا فنقول: المرادُ بالعِبادَةِ: مُطلَقُ الالتزامِ والتَّذَلُّلِ، وبالتَّقْوى أن يتَّقِيَ الإنسانُ ربَّه في كُلِّ جِنسٍ من جِنسِ المعاصِي وأفرادِها، وهنا يقول المُفَسِّر ﵀: [خَافُوا عِقَابَهُ]، ولو أن المُفَسِّر فسَّرَ الآيةَ بما يُطَابقُ اللفظَ لكان أَوْلى، فلو قال: اتَّقَوا عقابَه لكانَ أَوْلَى.
قوله ﷿: ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ يعني: مما أنْتُم عليه مِن عبادَةِ الأصنامِ، و﴿ذَلِكُمْ﴾ المشارُ إليه العبادةُ والتَّقْوى.
من فوائد الآية الكريمة:
الفَائِدةُ الأُولَى: فَضيلَةُ إبراهيمَ حيثُ أمَرَ قومَه بما ذُكِر.
الفَائِدةُ الثَّانِية: أنه ينبغي ذِكْرُ الدُّعاةِ إلى اللَّه ﷾ بما يَرفَعُ من شَأنِهِمْ؛ لأننا قَدَّرْنا ﴿وَإِبْرَاهِيمَ﴾ مفعولٌ لفِعْلٍ محذوفٍ تقْدير: اذْكر إبراهيمَ.
الفَائِدةُ الثَّالِثة: وجوبُ عِبادةِ اللَّه وتَقْواهُ، لقولِه: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ﴾، لأن الأصلَ في الأمْرِ الوجوبُ.
الفَائِدةُ الرَّابِعة: أن خيرَ ما يحصُلُ عليه العبدُ عبادةُ اللَّه وتَقْواه، لقولِه ﷿: ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ﴾.
الفَائِدةُ الخامِسة: أنه لا يَعْقِل الخيريَّةَ في العبادَةِ والتَّقْوى إلا أهلُ العِلْمِ، وذلك لقولِه تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
* * *
1 / 70