تفسير العثيمين: الأنعام
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وأما من قال من العوام: إن الجن اختطفوها، فهذا لا أصل له إطلاقًا، ولا يجوز اعتقاده، ولهذا يقول بعض العوام - ورأيته في بعض المصاحف -: أعوذ بالله من النار، ومن غضب الجبار، ومن كيد الأشرار، بدل البسملة، وهذا حرام لا يجوز، نقول هكذا كتبها الصحابة ﵃، وهم أسوتنا وقدوتنا.
وهي بعض آية من سورة النمل؛ لأن الله تعالى ذكرها على سبيل الحكاية. لكن إذا جعلناها آية فهل هي مستقلة، أو تابعة لما بعدها؟ هي مستقلة لا تابعة لما بعدها فلا تُعَدُّ من آياتها.
واختلف الناس في البسملة في سورة الفاتحة هل هي مستقلة، أو من آيات الفاتحة؟
والصواب أنها مستقلة؛ لدلالة السُّنَّة القولية والفعلية على ذلك. أما القولية ففي الحديث القدسي أن الله ﵎ قال: "قَسَمْتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمين، قالَ اللهُ: حَمِدَنِي عبدي" (^١)، وذكر الحديث، ولم يذكر البسملة.
وأما السُّنَةُ الفعلية، فإن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كان لا يجهر بالبسملة، هذا هو الثابت عنه (^٢)، وتركه الجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية يدل على أنها ليست من الفاتحة، وإلا لجهر بها كما يجهر في بقية آياتها.
_________
(^١) رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب: وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ... (٣٩٥).
(^٢) قال أنس ﵁: صليت مع رسول الله ﷺ، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة (٣٩٩).
1 / 6