140

تفسير العثيمين: الأنعام

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الجواب: أن يرجع إلى الكتاب والسُّنَّة وإلى هدي السلف الصالح ومنهجهم، فيعرف أنه على صواب أو على خطأ.
* * *
* قال الله ﷿: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢٧)﴾ [الأنعام: ٢٧].
قوله: ﴿وَلَوْ تَرَى﴾: (لو) شرطية، وهي حرف امتناع لامتناع والجواب محذوف، تقديره: لو ترى إذ وقفوا على النار لرأيت أمرًا فظيعًا عظيمًا جسيمًا، وإذا قلت: (لو جاء زيد لجاء عمرو) وفي مقابلها أداة الشرط (لما) كذلك إذا قلت: (لما جاء زيد جاء عمرو) فهي حرف وجود لوجود، وإذا قلت: (لولا زيد لجاء عمرو) (لولا) حرف امتناع لوجود، إذًا تقاسمت هذه الثلاث الوجود والعدم.
وقوله: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ﴾ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، أو لكل من يتأتى خطابه، أي: لو ترى أيها الرائي ﴿وُقِفُوا عَلَى النَّارِ﴾ وقفوا عليها، أي: أوقفتهم الملائكة؛ لأنهم هم أنفسهم لا يريدون النار، لكن يوقفون عليها اضطرارًا كما قال ﷿: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣)﴾ [الطور: ١٣]، وقال تعالى: ﴿كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا﴾ [الملك: ٨].
قوله: ﴿إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ﴾ النار هي الدار التي أعدها الله ﷿ للكافرين، كما قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (١٣١)﴾ [آل عمران: ١٣١].
قوله: ﴿فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا﴾ قالوا بألسنتهم أو بقلوبهم؟ الأصل أن القول باللسان بصوت وحرف.

1 / 144