تفسير العثيمين: الأنعام
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الفائدة السابعة: أن هذه الآية تدل على أن الأصنام لا تنفع عابديها؛ لأنها لا تنصرهم في هذا الموقف، بل قد قال الله ﷿: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ [الأنبياء: ٩٨] تحصبون في وسطها ﴿أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٨] ﴿لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا﴾ انظر هذه الآية فرح بها المشركون، وانتهزوا الفرصة، وقالوا: هذا محمد يقول: إن المعبودات في النار، وعيسى معبود، فيقتضي أن يكون عيسى في النار، فأنزل الله ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١)﴾ [الأنبياء: ١٠١].
الفائدة الثامنة: أن أولئك العابدين لهذه الأصنام ليس عندهم حجة ولا برهان، وإنما هي مجرد دعوى لقوله: ﴿تَزْعُمُونَ﴾، والزعم في الغالب يكون في قول لا دليل عليه.
الفائدتان التاسعة والعاشرة: أن أولئك القوم فتنوا بهذا الجواب واستحسنوه وظنوه مفيدًا وهو قوله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾.
ويتفرع على هذه الفائدة: أن الإنسان قد يفتن بالشيء، فيرى الحق باطلًا والباطل حقًا، فاسلم من هذه الفتنة وحاسب نفسك عليها، واستعذ بالله أن تكون من أهلها.
الفائدة الحادية عشرة: إقرار هؤلاء المشركين بألوهية الله، وربوبية الله، أما ألوهيته في قولهم: ﴿وَاللَّهِ﴾، وربوبيته في قولهم: ﴿رَبِّنَا﴾، لكن هل ينفع هذا في ذلك الوقت؟ لا ينفع، بل لا ينفعهم لو أنهم وحّدوا حين نزل بهم الموت، كما قال ﷿: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ﴾ [النساء: ١٨].
1 / 130