[البقرة: 124]. فإبراهيم نجح في الامتحان، والبلاء جاء لبني إسرائيل من جهتين.. بلاء الشر بتعذيبهم وتقتيلهم وذبح أبنائهم، وبلاء الخير بإنجائهم من آل فرعون. ولقد نجح بنو إسرائيل في البلاء الأول. وصبروا على العذاب والقهر وكان بلاء عظيما، وفي البلاء الثاني فعلوا أشياء سنتعرض لها في حينها.
[2.50]
مرة ثانية تأتي { وإذ }. ويأتي الإنجاء وسيلة. هذه الوسيلة ذكرتها الآية الكريمة. فقد خرج موسى وقومه وكانوا ستمائة ألف كما تقول الروايات. وعرف فرعون بخروجهم فخرج وراءهم على رأس جيش من ألف ألف مليون. عندما رآهم قوم موسى كما يروي لنا القرآن الكريم:
قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا..
[الأعراف: 129]. وقال لهم موسى كما جاء في الكتاب العزيز:
عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون
[الأعراف: 129]. وعندما جاء قوم فرعون بعددهم الضخم يقاومون قوم موسى وتراءى الجمعان أي أنهم رأوهم رؤية العين قال قوم موسى
إنا لمدركون
[الشعراء: 61]. وهذا كلام منطقي. فأمامهم البحر ووراءهم فرعون وجنوده. ولكن حين تخرج الأحداث من نطاق الأسباب إلى قدرة المسبب فهي لا تخضع لأسباب الكون. ولذلك قال لهم موسى بملء فمه:
قال كلا إن معي ربي سيهدين
صفحة غير معروفة