(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) أي دلنا وأرشدنا، ووفقنا إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله وإلى جنته.
• اختلف في المراد بالصراط المستقيم: فقيل: هو الإسلام. وقيل: هو القرآن. وقيل: محمد ﷺ وصاحباه.
قال ابن كثير: وكل هذه الأقوال صحيحة وهي متلازمة.
وقال الشوكاني: وجميع ما روي في تفسير هذه الآية يصدق بعضه بعضًا، فإن من اتبع الإسلام أو القرآن أو النبي فقد اتبع الحق.
قال ابن جرير: وإنما وصفه الله بالاستقامة، لأنه صواب لا خطأ فيه، وقد زعم بعض أهل الغباء أنه سماه مستقيمًا لاستقامته بأهله إلى الجنة، وذلك تأويلٌ لتأويل جميع أهل التفسير خلاف، وكفى بإجماع جميعهم على خلافه دليلًا على خطئه. …
• الهداية هي: معرفة الحق والعمل به، فلا يكفي معرفة الحق دون العمل به، فالكثير من الناس يعرفون الحق ولا يعملون به، واليهود يعرفون صدق محمد ﷺ ولم يتبعوه.
• قال ابن كثير: فإن قيل: فكيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها وهو متصف بذلك؟
فالجواب: أن المراد الثبات والاستمرار على الأعمال المعينة.
وفيما قاله ﵀ قصور، فإن الهداية أعم من ذلك.
قال ابن القيم: فإن المجهول لنا من الحق أضعاف المعلوم.
وما لا نريد فعله تهاونًا وكسلًا مثل ما نريده أو أكثر منه أو دونه، وما لا نقدر عليه - مما نريده - كذلك، وما نعرف جملته ولا نهتدي لتفاصيله فأمر يفوته الحصر.
1 / 28