تفسير القرآن العظيم - جزء عم

عبد الملك بن قاسم ت. غير معلوم
92

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

الناشر

دار القاسم للنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ما الذي فعل بهم؟ وعاد قبيلة معروفة في جنوب الجزيرة العربية كانوا يسكنون بالأحقاف بين عمان وحضرموت، وقيل: اسم للقرية، أرسل الله تعالى إليهم هودًا، ﵊، فبلَّغهم الرسالة ولكنهم عتوًا وبغوا وقالوا: من أشد منا قوة. ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ يعني: أصحاب الأبنية القوية. ﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ أي: لم يصنع مثلها في البلاد، لأنها قوية ومحكمة، وهذا هو الذي غرهم وقالوا: من أشد منا قوة؟ ﴿وَثَمُودَ﴾ أي: وكذلك ثمود، وهم قوم صالح، ومساكنهم معروفة الآن. ﴿الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي﴾ أي: قطعوا الصخر ونحتوه، وذلك في وادي القرى الذي كانت تسكنه ثمود، وكانوا ينحتون الجبال وينقبونها بيوتًا يسكنون فيها. ﴿وَفِرْعَوْنَ﴾ فرعون هو الذي أرسل الله إليه موسى ﵊ فكذب وطغى. ﴿ذِي الْأَوْتَادِ﴾ أي: ذي القوة التي يعذب الناس بها ويشدهم إليها. ﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ﴾ صفة لعاد وثمود وفرعون، والطغيان مجاوزة الحد. ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾ أي: بالكفر ومعاصي الله، والجور على عباد الله. ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ﴾ الصب يكون من فوق، والعذاب الذي أتى هؤلاء من فوق من عند الله ﷿، واستعمل لفظ الصب لاقتضائه السرعة في النزول على المضروب.

1 / 99