تفسير القرآن العظيم - جزء عم

عبد الملك بن قاسم ت. غير معلوم
65

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

الناشر

دار القاسم للنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

﴿إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ كان في الدنيا متبعًا لهواه وركوب شهوته غافلًا عما أمامه. ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ أي: كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله، ولا يعيده بعد الموت للجزاء والحساب. ﴿بَلَى﴾ أي: سيحور ويرجع. ﴿إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا﴾ يعني: بلى سيعيده الله كما بدأه ويجازيه على أعماله خيرها وشرها، فإنه كان به بصيرًا أي: عليمًا خبيرًا. ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ * وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾. بعد أن ذكر الله ﷿ أحوال أهل الجنة وأهل النار، أتبع ذلك بذكر ما يجري ويحصل للإنسان من تحول وتغير في حياته ثم مماته حتى يبلغ جنته أو ناره؛ وفي هذا عظة وعبرة قال تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾ يقسم الله تعالى بالشفق، وهو الحمرة التي تكون بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء الآخرة. ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾ أقسم سبحانه بالليل المعروف. ﴿وَمَا وَسَقَ﴾ أي: وما جمع، لأن الليل يجمع الوحوش والهوام وما أشبه ذلك تجتمع وتخرج وتبرز من جحورها وبيوتها. ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾ يعني: اجتمع نوره وتم وكمل في منتصف الشهر القمري وصار بدرًا ساطعًا مضيئًا. ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ هذا جواب القسم.

1 / 70