تفسير القرآن العظيم - جزء عم
الناشر
دار القاسم للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وإبراهيم وموسى، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام.
﴿إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾
﴿إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ﴾ ناداه الله ﷿ نداء سمعه بصوت الله ﷿.
﴿بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ الوادي هو مجرى الماء، وطوى هو الوادي المطهر عند جبل الطور في سيناء الذي كلم الله موسى عنده وامتن عليه بالرسالة واختصه بالوحي.
﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ ناداه وأمره الله ﷿ أن يذهب إلى فرعون ملك مصر، وكان يقول لقومه إنه ربهم الأعلى.
﴿إِنَّهُ طَغَى﴾ أي: زاد على حده، وتجبر، وتمرد، وعتا.
﴿فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى﴾ الاستفهام هنا للتشويق وتشويق فرعون أن يتزكى مما هو عليه من الشر والفساد، وأصل الزكاة النمو والزيادة.
﴿وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ﴾ أي: أدلك إلى عبادة ربك، وإلى دين الله ﷿، وإلى توحيده، وعبادته، ومرضاته.
﴿فَتَخْشَى﴾ أي فتخاف الله ﷿، على علم منك فيصير قلبك خاضعًا له، مطيعًا خاشعًا، لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة، ولكن فرعون امتنع مما دعاه إليه موسى، والفاء لترتيب الخشية على الهداية لأن الخشية لا تكون إلا من مهتد راشد.
وفي الآيات السابقة من الفوائد: أن الله ﷿ أمر موسى ﵇ بمخاطبة فرعون بالخطاب اللين، فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعًا وعقلًا وعرفًا، وموسى ﵇، امتثل لما أمر به فقال لفرعون ﴿هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾
1 / 27